بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 24 مارس 2010

نيجيريا بين سهام التنصير ومذابح المسلمين!

تمتلك نيجيريا مقومات الدولة القوية الفتية إذ تعد قوة إقليمية معتبرة بمساحتها وسكانها ودورها السياسي الفاعل بالمنطقة، وبها مصادر هائلة للثروة ويكفي أن دخلها من النفط بلغ منذ السبعينيات 280 مليار دولار، وشهدت نيجيريا منذ استقلالها 13 انقلابًا و9 حكومات عسكرية وحربًا أهلية دامية راح ضحيتها مليونا من البشر، وسكان نيجيريا عمومًا حوالي 121 مليون نسمة، ويختلفون من حيث الدين والجنس واللغة والعادات. ويمثل المسلمون 76% من السكان والنصارى 20% والباقي وثنيون.



ويسكن نيجيريا أكثر من 250 مجموعة عرقية تتحدث 200 لغة محلية، وهي قد نجحت أخيرًا في تجربة ديمقراطية وليدة بعد خمسة عشر عامًا من الحكم العسكري.



نيجيريا والإسلام



علاقة القارة الإفريقية بالدين الإسلامي موغلة في القدم، وثابتة بالتواتر في كتب التاريخ، ومع أن الديانة المسيحية سبقت الإسلام إلى إفريقيا بما لا يقل عن ستة قرون إلا أن الإسلام استطاع في أقل من نصف قرن أن يحتوي القارة بالشكل الذي جعل مراكز المسيحية عبارة عن جزر صغيرة وسط بحار الإسلام. ولولا تدخل الغرب لاستمر تقلص المسيحية من جهة، وإحراز الإسلام الانتشار والتقدم من جهة أخرى.



المتابع للشأن الإفريقي يجد أن البركان النيجيري لا يزال يثور ويهدأ والسبب الأول هو تطبيق الشريعة الإسلامية.



حيث قامت 12 ولاية نيجيرية من إجمالي 36 ولاية بتطبيق الشريعة الإسلامية وإقامة الحدود الشرعية وهي الولايات التي يمثل المسلمون أغلبيتها، الأمر الذي أزعج النصارى ودفعهم للاعتقاد بأنهم هم المستهدفون من تطبيق الشريعة الإسلامية.



وكرهت الحكومة الفيدرالية أمر إقامة الحدود الشرعية، إلا أنها عارضت ـ في البداية ـ إلحاح الاتحاد الأوروبي بالضغط على الإسلاميين، نظرًا لعدم وجود مستند من القانون أو الدستور النيجيري يعارض تطبيق الشريعة وإقامة الحدود.



وهذا الذي أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى إثر اندلاع موجات عنف دموية بين النصارى الرافضين لتطبيق الشريعة من جهة، والمسلمين المدافعين عن عقيدتهم من جهة أخرى.



ذريعة حقوق الإنسان



واستشاطت منظمات حقوق الإنسان وبعض دول الاتحاد الأوروبي غضبًا على إثر إصدار حكم بالرجم على متهمة بالزنا، إلى أن طالبت تلك المنظمات الدول الغربية باستخدام سلاح المعونات والقروض والمساعدات المقدمة إلى نيجيريا كنوع من الضغط لضمان عدم إقامة الحدود.



وتحت الضغوط الخارجية من جهة، والداخلية النصرانية من جهة أخرى، أعلنت الحكومة رفضها لتطبيق الشريعة الإسلامية.



إذًا .. تلاقت مصالح النصارى مع رغبات الحكومة الفيدرالية ـ التي يسيطر على مناصبها الحساسة نصارى ـ وتشابكت الأهداف ضد الطرف الثالث المسلمين.



أما السبب الثاني: فهو اعتراض المسلمين على التنصير وعلى كون نيجيريا أصبحت مركزًا له.



مذابح المسلمين في نيجيريا



ضحايا الحروب على الطريقة الإفريقية لا يعدون بالعشرات أو المئات بل بالملايين!!، وهذا ما يحذر منه المراقبون للأوضاع في نيجيريا، أن يتعرض المسلمون لمذابح على شاكلة رواندا وبوروندي التي قتل فيها مليون شخص منذ سنوات قليلة، أو تتكرر مأساة الحروب الأهلية بنيجيريا التي قتل فيها مليونا من البشر عندما أراد النصارى الانفصال بدولة لهم.



وها هي الألف الثالثة من قتلى مسلمي نيجيريا ـ منذ العام 2000 ـ تكتمل يوم الأحد الثاني من مايو 2004؛ عندما قامت الأقلية النصرانية بالهجوم على الأغلبية المسلمة، وبالتواطؤ مع شرطة البلاد التي لم تكن مبرأة من تحمل المسؤولية عن إراقة الدماء المسلمة في نيجيريا.



ماذا حدث مؤخرًا؟



يصف القاضي عبد القادر أو ريري 'زعيم جماعة نصر الإسلام' جرائم القتل المنظم التي ارتكبت في قرية 'يلوا' بأنها مذبحة جماعية وقال: إنها ترفع عدد القتلى خلال ثلاثة أشهر من أعمال العنف الطائفية إلى ما بين 700 و800 قتيل.



وقال المسلمون الذين نجوا من المذبحة لصحيفة دايلي تايمز أوف نيجيريا إن مليشيات تاروك النصرانية المسلحة حاصرت قرية يلوا التابعة لولاية بلاتو ـ 210 ميلاً شرق العاصمة أبوجا ـ، والتي يقطنها مسلمون من قبيلة الهوسا مساء الأحد ثم نزل المسلحون من السيارات الجيب يحملون الرشاشات وأخذوا يمطرون السكان بالرصاص.



كما يؤكد حامد صلاو مراسل الصحيفة قائلاً: إن الأشرار هاجموا قرية يلوا بأعداد ضخمة وقاموا بإحراق البيوت على من فيها من أطفال المسلمين ونساء مستخدمين المواد الحارقة، ثم أحرقوا كذلك متاجر المسلمين وممتلكاتهم.



دور الشرطة



يبدو أن دور الشرطة النيجيرية اقتصر على انتشال جثث الضحايا ـ هذا إن أحسنا الظن ـ وإلا فإن الزعماء المحليين يؤكدون تورط الشرطة في تلك المذبحة، فعلى سبيل المثال أكد الشيخ ملام وزيري ـ رئيس منظمة تنموية بمنطقة يلوا ـ على أنه بات من الواضح تورط العديد من المسؤولين الحكوميين النيجيريين في الاعتداءات التي تعرض لها المسلمون.



وكأنهم يريدون إجلاء المسلمين حتى تخلو لهم وتصبح مدينة للنصارى، وللنصارى فقط، وهذا ما حدث بالفعل.



نتيجة المذبحة



خلفت المذبحة عددًا كبيرًا من القتلى قدرت من قبل الأجهزة الحكومية بستمائة وثلاثين مسلمًا، ولكن الناجين من المذابح يقولون بأن القتلى قد يصل عددهم إلى أكثر من ثمانمائة شخص، ناهيك عن الجرحى الذين يتلقون العلاج الآن في مستشفى جامعة جوس التعليمي والمستشفيات الأخرى التي يتبع بعضها هيئات تنصيرية.



كذلك قام آلاف المسلمين بالنزوح من القرية النيجيرية إلى ولايات بوشي وناصاراوه القريبتين، مطالبين بحراسة من قوات الشرطة لحمايتهم من المسلحين النصارى الذين يضعون نقاط تفتيش على الطرق المؤدية من وإلى يلوا، تاركين بيوتهم وممتلكاتهم ومزارعهم ومساجدهم للنصارى الذين يزعمون أن المسلمين غرباء عنها وجاءوا من الخارج.



ويؤكد الدكتور طاهر إبراهيم رئيس جمعية الصليب الأحمر النيجيري في ولاية باوشي المجاورة لولاية بالتو وأحد المتهمين بشؤون المسلمين في شمال نيجيريا إن شعور المسلمين بالعنصرية والظلم ضدهم من أقوى الأسباب والعوامل التي أججت نار هذا الصراع الذي يمكن أن يستمر فترات طويلة إذا استمرت هذه السياسة العنصرية ضدهم.



وبتلك المذابح نزح المسلمون عن ديارهم وتحقق للنصارى ما يريدون.



شبكات لاصطياد المسلمات في نيجيريا!!



من جانب آخر كشفت تقارير الدعاة والمراقبين الميدانيين عن وجود شبكات سرية تهدف لاصطياد فتيات مسلمات عن طريق الزواج من النصارى.



وأوضحت أن هناك مبالغ مالية باهظة رصدت لهذا المشروع التنصيري بحيث يحصل كل من استطاع اصطياد فتاة مسلمة بالزواج منها وبالتالي اعتناقها المسيحية ـ أن يحصل على مبلغ مالي كبير لا يقل عن 200 دولار، وتتضاعف المكافأة حسب العائلة والمكانة الاجتماعية والأسرة والشهرة في الأوساط الإسلامية، وأضافت التقارير أن التركيز الشديد لهذه الشبكات المرصودة ينصب على بنات الشخصيات الإسلامية المعتبرة والفتيات النشطة في المنظمات الإسلامية في الجامعات النيجيرية المختلفة.



وعد الداعية تاج الدين أدبروجو أن زواج المسيحيين بالفتيات المسلمات أصبح ظاهرة في المجتمع النيجيري لا سيما في الجزء الجنوبي منه وعده من التحديات الخطيرة التي تهدد الهوية الإسلامية في المنطقة، وأوضح بأن هذه الحالة واحدة من المحاولات والأساليب التي استحدثت أخيرًا لغزو المسلمين.



وأضاف قائلاً: إن مما يندى له الجبين أن عددًا غير قليل من الفتيات المسلمات قد وقعن في شرك هذه الشبكة السرية بسبب وعود كاذبة اغتر بها ضعاف الإيمان من الفتيات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق